محمد سيد أحمد (أبوظبي)
قدم العين نفسه بقوة، مساء أمس، في أول ظهور له، ضمن افتتاح الجولة الأولى لدوري المؤسسات، عندما اكتسح فريق ترانسكو «كهرباء أبوظبي» الذي قاده المخضرم الدولي السابق بشير سعيد بنتيجة «4 -1»، وجاء اللقاء مثيراً، بملعب سلطان بن زايد، مقر الاتحاد الرياضي للمؤسسات الرياضي في أبوظبي، وحضر المباراة، غانم مبارك الهاجري، رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم.
وأحرز أهداف «الزعيم» إبراهيم حلبي «أول هدف في البطولة»، وبيتر وخالد خلفان، وسعود مصباح، بينما جاء هدف «ترانسكو» عن طريق خالد كريستيانو،
وتأتي مشاركة العين في البطولة بجانب الظفرة الذي لعب مع فرقة الشهامة أمس، بينما يستهل «العنابي» مشواره في المسابقة بلقاء مؤسسة الشباب للتنمية غداً.
وتأتي مشاركة الأندية المحترفة الثلاثة في دوري المؤسسات الحكومية في أبوظبي، من أجل تحقيق أهداف فنية واستثمارية، حيث تدفع بلاعبين من الفريقين الأول وتحت 21 سنة، بجانب مشاركة اللاعبين الذين تخطو سن 18 سنة ولا يوجد لديهم فريق تحت 19 سنة مثل نادي الوحدة، وفئات أبناء المواطنات ومواليد الدولة والمقيمين.
ولا تتعارض مشاركة الأندية الثلاثة في بطولة خارج إطار مسابقات اتحاد كرة القدم، مع اللوائح والقوانين التي تنص على مشاركة أي نادٍ منتسب للاتحاد في مسابقاته، لكن لا تمنعه من المشاركة في أي مسابقة محلية لاتحاد آخر، بخلاف اتحاد الكرة، فضلاً عن أن وجود أندية محترفة في المسابقة يضفي عليها إثارة أكبر، ويستقطب الاهتمام الجماهيري والإعلامي لها.
وأكد غانم مبارك الهاجري، رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، أن قرار المشاركة في دوري المؤسسات، جاء بعد دراسات مستفيضة وتحليل دقيق، لتعزيز مفاهيم الاستثمار والتسويق الرياضيين، في ملف انتداب وبيع اللاعبين، وحرصاً على توسيع دائرة الاكتشاف، فضلاً عن تجنب المصاريف التي تفرض على النادي، في حال رغبته المحافظة على مواهب، دون قيدها في كشوفاته، خصوصاً أن عدم مشاركة اللاعب في المباريات الرسمية، لا يسهم في تطوير إمكانياته الفنية وموهبته الكروية، والواقع يؤكد أن الحصص التدريبية وحدها ليست معياراً حقيقياً للوقوف على مستويات مواهب كرة القدم، وتقييم مردودهم، أما المباريات، فهي المقياس الفعلي لتحليل إمكانات اللاعب، بدنياً، فنياً، سلوكياً وذهنياً.
وأضاف: بعد القرار التاريخي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حرص النادي على استقطاب مواهب عدة من مواليد الدولة وأبناء المواطنات والمقيمين، وتم حصر جميع اللاعبين الذين لم يتم تسجيلهم في كشوفات الفرق السنية بالنادي، والذين لا تنطبق عليهم شروط التسجيل المعتمدة، وفقاً لتقرير مفصل يتضمن الجانب الفني والوضع الصحي لكل لاعب على حدة، وذلك لتسجيلهم في قائمة فريق بمسمى «الزعيم» في دوري المؤسسات، على أن يتم تدريبهم تحت إشراف الأجهزة الفنية والإدارية والطبية للنادي بملاعب أكاديمية الكرة.
وأضاف: من أبرز أهداف المشاركة تحسين التواصل مع الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية بدولتنا الحبيبة، إلى جانب الدور المجتمعي المهم الذي ظل يضطلع به العين، في مدينة مترامية الأطراف والمسؤولية المجتمعية تفرض عليه دائماً توفير فرص للجميع للانضمام إلى نادي المدينة، والمؤكد أن مشاركة «الزعيم» تثري المنافسة في دوري المؤسسات.
وقال الهاجري: يتطلع النادي إلى الاستفادة القصوى، من دخول سوق الاستثمار في تأسيس وتكوين لاعبي كرة قدم موهوبين، وتحويلهم إلى محترفين بمقدورهم تحقيق الإضافة المهمة لفرق النادي، بمختلف المراحل السنية ومنتخباتنا الوطنية، الأمر الذي يتطلب الوقوف على تحديد مستويات العناصر المستهدفة، والتي تم استقطابها، ولم يتمكن من تسجيلها ضمن قوائم الفرق المشاركة في البطولات الرسمية التي ينظمها اتحاد الكرة بفريقي الرديف وتحت 18 سنة.
وأضاف: نستهدف اللاعبين المواطنين الذين لم يتم قيدهم في كشوفات فرق النادي بسبب اكتمال العدد في القوائم المحددة حسب لائحة قيد وتسجيل اللاعبين أو الذين لم يحن موعد نضوجهم، بالإضافة إلى أبناء المواطنات والمواليد والمقيمين وبعض الموهوبين من اللاعبين الصغار الذي ينوي النادي وضعهم ضمن لائحة الاستثمار في المستقبل والمحافظة على عليهم بتوقيع عقود معهم.
أحمد الرميثي: المنافسات مهمة لصقل عدد كبير من اللاعبين
أكد أحمد الرميثي رئيس شركة الوحدة لكرة القدم، أن مشاركة النادي في دوري المؤسسات، فرضتها العديد من الأسباب، مثل عدم وجود بطولة تستوعب عدداً ليس بالقليل من اللاعبين في مسابقات رسمية، في ظل عدم تطبيق مقترح سابق بإمكانية مشاركة الأندية المحترفة في دوري «ب» أو الدرجة الثانية، أو ملحق في الدرجة الأولى، دون احتساب النتائج، أو تخصيص دوري درجة ثانية، ويتبناه اتحاد كرة القدم لإيجاد مسابقة أو مسابقات تتيح فرصة اللعب التنافس لأعداد كبيرة من اللاعبين بالأندية.
وقال: لم يتم أي تحرك في هذا الجانب من اتحاد كرة القدم؛ لذلك رأينا أن نجد حلاً يتيح للاعبين فرصة المشاركة، ووجود الوحدة في دوري المؤسسات يأتي في إطار توسيع قاعدة المشاركة، والفريق الذي يتم الدفع به في المسابقة يضم لاعبين في الفريقين الأول وتحت 21 سنة، وهناك لاعبون خرجوا من فريق تحت 18 سنة، وليست لديهم فرصة حقيقية، بسبب العدد الكبير من اللاعبين والأعمار المتقاربة، لهذا نريد إعدادهم جيداً، من خلال خوضهم مباريات تنافسية في دوري المؤسسات. وقال الرميثي: والوحدة يشارك مثل بعض الأندية في أبوظبي، والهدف هو الصقل والاحتكاك، ومنح فرصة اللعب للذين لا يجدون فرصة اللعب، حتى في فريق 21 سنة الذي يتجمد نشاطه خلال توقف الدوري، ويكون بدون مباريات لفترات طويلة تؤثر سلباً على الفريق، رغم مشاركة 3 لاعبين منه مع الفريق الأول في كأس الخليج العربي.
وأضاف: وجود النادي في المسابقة يفتح مجال المشاركة أمام أبناء المواطنات ومواليد الدولة والمقيمين، وهذا يمنح فرصة الاكتشاف والتعرف إلى القدرات الحقيقية للاعبين، وعلى سبيل المثال عبدالله الرفاعي الذي تعاقد معه الوحدة بداية الموسم من فئة المقيمين، وتمت إعارته إلى الظفرة هذا الموسم، في الفئة العمرية نفسها، وتم اكتشافه من دوري المؤسسات الذي أتاح له الفرصة، لذلك هذه الفئات يمكن متابعتها من قرب والتعرف إلى قدراتها وضم الموهوبين منها. واعتبر الرميثي وجود أندية كبيرة يسهم في نجاح دوري المؤسسات العريق، الذي لا يقتصر دوره على التنافس الرياضي، بل يمتد إلى التواصل المجتمعي ونحن ندعمه. وقال: كنا نتمنى أن يخرج دوري المؤسسات من إطار أبوظبي، وأن يقام على مستوى الدولة، لأن ذلك يؤدي إلى الهدف من إنشائه، ويسهم في إحداث التطور المنشود.
المزروعي: شروط التسجيل «مرونة»
أكد خميس المزروعي المشرف العام لقطاع الناشئين بالظفرة، أن هدف النادي استغلال البطولة في تجهيز اللاعبين الذين لا يشاركون بشكل منتظم مع الفريق الأول وتحت 21 سنة، بجانب المواهب من مواليد الدولة والمقيمين، حتى من دون قيدهم بشكل رسمي بقوائم النادي في اتحاد الكرة، لأن شروط التسجيل في الاتحاد الرياضي للمؤسسات الحكومية أكثر مرونة.
وقال: أعتقد أن دوري المؤسسات مظلوم إعلامياً بشكل كبير، وقدم عبر تاريخه العديد من النجوم وشخصياً شاركت فيه 8 مواسم متواصلة عبر الهيئة الصحية حينها، وعلى سبيل المثال النجمان السابقان عدنان الطلياني وزهير بخيت سبق أن شاركا فيه، ومن العرب، الدولي المصري السابق بشير التابعي بدوري المؤسسات قبل انتقاله إلى الزمالك مباشرة والأمثلة كثيرة. وأضاف: يجب على لجنة المنتخبات أن تتابع الدوري وترفد المنتخبات منه، لأنه مسابقة قوية، وتواجد أندية من دوري المحترفين يسهم في منحه قوة أكبر، وفي الوقت نفسه يمنح لاعبين لم يجدوا الفرصة الكافية للعب لإثبات ذاتهم وصقل موهبتهم، بدلاً من أن تضيع المواهب أو تحدث تجربة مماثلة لما عاناه جيل مواليد 1996و1997 في الموسمين الأخيرين، فضلاً عن أن المسابقة متنفس حقيقي لفريق تحت 21 سنة الذي يخوض في الموسم دوري الخليج العربي فقط.